24‏/11‏/2008

زيارة وفد حركة التجديد لمدن الحوض المنجمي











تجسيدا لتضامن الحركة معهم وفد من قيادة حركة التجديد في زيارة لأهالي الحوض المنجمي
تأكيدا لمواقف حركة التجديد المساندة لأهالي الحوض المنجمي والداعمة لحق شبابها في العمل والعيش الكريم ولحق الجهة في تنمية حقيقية ، ووقوفا إلى جانب عائلات المساجين والموقوفين انتقل الرفيق أحمد بن ابراهيم الأمين الأول للحركة صحبة الرفيقين جنيدي عبد الجواد وفريد جراد إلى مدينتي أم العرائس والرديف وقد حرص ممثلو الحركة أن يكونوا بين أهالي وعائلات المساجين يومين قبل عيد الفطر المبارك حتى تكون الإشارة واضحة بأن حركة التجديد منحازة إلى أهالينا في مدن الحوض المنجمي وتطالب بالعودة لمنطق الحوار والحلول السياسية وبإطلاق سراح المساجين وإيقاف التتبعات والملاحقات على خلفية حركة الاحتجاجات الاجتماعية السلمية .
أم العرائس المحطة الأولى
كان وصول وفد حركة التجديد لمدينة أم العرائس في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال من يوم الأحد 28 سبتمبر 2008 وبعد زيارة قصيرة للمقر الجديد لحركة التجديد بأم العرائس حيث دعا الأخ الأمين الأول في حواره مع الرفيق محمد بن عثمان عضو المجلس المركزي للحركة إلى أن يلعب المقر الجديد دورا مميزا في مدينة أم العرائس والجهة مؤكدا على ضرورة انفتاح التجديديين ومقرهم الجديد على كل الطاقات والنخب والقوى الديمقراطية في المدينة ليكون حاضنا لأنشطتهم ، إثر ذلك باشر الأخ الأمين الأول زيارة عائلات بعض الذين سجنوا على خلفية الاحتجاجات السلمية وقد عاين حالة العائلات بمدينة أم العرائس واستمع إلى مشاغلهم وتعليقاتهم حول ظروفهم المعيشية كما أطلعته بعض العائلات على ما عانته أثناء فترة الإيقافات والسجن وعبروا عن امتنانهم لحركة التجديد لهذه أللفتة الكريمة والتي أشعرتهم أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة هذه الأزمة وقد حرص الأخ الأمين الأول على التأكيد أن ما دعّم انحياز حركة التجديد لأهالي الحوض المنجمي في حركتهم الاحتجاجية الإجتماعية هو طابعها السلمي منبها لمخاطر الانزلاق في دوامة العنف . هذا وقد حرص الأخ أحمد بن إبراهيم ومن خلال الرفيق محمد بن عثمان على أخذ بسطة على كل عائلة قبل زيارتها ودورها في الحركة الاحتجاجية
في مدينة الرديف
المحطة الثانية في الزيارة كانت مدينة الرديف التي استهلها الوفد بزيارة لبيت المناضل السجين عدنان الحاجي حيث كان لقاء مطولا مع الأختين جمعة جلابي حرم عدنان الحاجي و ليلى خالد حرم بشير لعبيدي اللتان كانتا مرفوقتين بابنيهما وقد عبر الأخ الأمين الأول للحركة عن مساندة وتعاطف حركة التجديد مع أهالينا في الرديف مذكرا بمواقف الحركة وما تبذله للمساهمة في إيجاد مخرج لأزمة الحوض المنجمي وقد ذكّرت السيدة جمعة جلابي بما يعانيه زوجها من ضغوطات داخل السجن المدني بالقصرين ومن حرمان متعمد من الأدوية الضرورية لصحته إذ أنه يفترض خضوعه للمراقبة الطبية الدورية بمستشفى شارل نيكول كما تحدثت بأكثر تفاصيل عن الوعود التي تلقتها بإطلاق سراح زوجها ورفاقه وعن المعاناة التي تتكبدها مع ابنتها في كل زيارة لعدنان بالسجن المدني بالقصرين ، مؤكدة على الطابع السلمي للحركة الإحتجاجية بالرديف والتي حرص زوجها ورفاقه طيلة الخمسة أشهر على عدم توظيفها وبقائها في إطارها المطلبي الإصلاحي وقد دعت في آخر حديثها بعد أن شكرت حركة التجديد على ما تقوم به لدعم أهالي الحوض المنجمي إلى مزيد تكثيف المساندة وإيصال صوتهم إلى المسؤولين وإلى الرأي العام واقترحت على الأخ الأمين الأول لحركة التجديد أن يبلغ صوتهم ومطلبهم الملح بإطلاق سراح أبنائهم وأزواجهم بالشكل الذي تراه الحركة مجديا .
أما الأخت ليلى خالد فقد تحدثت عن معاناتها ، فهي أسبوعيا بين السجن المدني بقفصة أين يسجن ابنها مظفر لعبيدي والسجن المدني بالقصرين أين يسجن زوجها بشير لعبيدي ورأت في ذلك إمعانا في التنكيل بعائلات المساجين إذ لا مبرر حسب رأيها للتفريق بين إبنها وزوجها كما تحدثت عن حرمان ابنتها هانوف من زيارة والدها والمساعي التي تقوم بها من أجل أن تتمكن ابنتها من رؤية أبيها في زيارة العيد ، كما تعرضت للحالة الصحية لزوجها بشير لعبيدي الذي يعاني من آلام حادة في فمه ولم تمكنه إدارة السجن من عيادة طبيب أسنان ، وفي علاقة " بالقفة " أوضحت أنها تسلم لإدارة السجن في غير موعد الزيارة وأنها لا تقبل إلا من طرف من له الحق في الزيارة أي أنها مضطرة للتنقل للسجنين أربع مرات وهو ما يثقل الكاهل من جميع النواحي وتساءلت لماذا لا تقبل " القفة " إلا من أهل السجين ؟ أليس في ذلك إمعانا في التنكيل بهم ؟ وقد دعت الأخت ليلى في آخر اللقاء حركة التجديد إلى مواصلة دعمها لهم والمطالبة بإطلاق سراح المساجين التي ترى أن كل التهم المنسوبة لهم ملفقة ولا أساس لها من الصحة حيث أن الحركة لم يتعد سقف مطالبها التشغيل وتحسين الظروف المعيشية داخل المدينة كما تمنت على قيادة حركة التجديد أن تمارس كل ما بوسعها من أجل توفير الرعاية الصحية الضرورية للسجناء و إطلاق سراح المساجين وإيقاف كل أشكال التتبعات على خلفية أحداث الحوض المنجمي .
هل حركة التجديد ممنوعة من التواصل مع الأهالي ؟
« السيد الأمين العام هذا النشاط غير مرخص فيه ...»
« هل إتصالي بالمواطنين وزيارتهم يتطلب ترخيصا ؟... »
« هذه تعتبر اجتماعات والعدد المرافق لك كبير... ... »
« لا بأس أرجو أن تسأل ما هو العدد المسموح به لمرافقتي وتعلمني....... »
« السيد الأمين العام أنا مكلف بإعلامك بذلك وأنا الآن بانتظار التعليمات وإن طلب مني منعك من زيارة الأهالي فسأفعل ...»
« لن تستطيع منعي من التواصل مع الأهالي ونحن حزب معترف به وأنت تخاطب أمينه الأول وسأواصل زيارتنا والاستماع إلى عائلات الموقوفين والمساجين وفي انتظار التعليمات التي تتحدث عنها سأواصل الزيارة حسب البرنامج المسطر لها ...»
هذا جزء من الحوار الذي دار بين الأخ أحمد بن إبراهيم الأمين الأول لحركة التجديد ورئيس منطقة الشرطة الذي كان في انتظارنا عند خروجنا من منزل عدنان الحاجي وقد رافقنا بمعية سيارات أمنية طيلة الزيارة ـ إلى درجة أوحت للبعض أنه موكب رسمي لأحد مسؤولي السلطة ـ تدخل أمني يبرز ضيق السلطة من تحركات المعارضة ويبين بوضوح مفهوم المعارضة لدى السلطة التي تريد أن تفرضه ـ بعد أن رضي به البعض ـ على بقية الأحزاب فالمربع المسموح به لا يتعدى مقرات الأحزاب والمعنيون بالتأطير والتواصل هم فقط المنتمين لتلك الأحزاب ، فالاتصال بالمواطنين ومتابعة مشاغلهم والاستماع إليهم يظهر أنه لا يندرج ضمن مهام الأحزاب السياسية المعارضة في تونس وهو مؤشر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند مناقشة موقف الأحزاب من المحطة الإنتخابية لسنة 2009 فالظاهر أن منطق إحتكار فضاءات الفعل السياسي والإنغلاق مازال هو السائد في بلادنا ، منطق نعتقد أنه ليس في صالح لا السلطة ولا البلاد .
وفد حركة التجديد يواصل الزيارة تحت المراقبة الأمنية اللصيقة.
اثر ذلك انتقل الوفد للقاء عائلات كل من السجين حكيم السويدي الذي لم ير ابنته المولودة أخيرا والسجين بوبكر بن بوبكر الذي تنتظر زوجته مولودها في الأيام القريبة القادمة والسجينين عبد الكريم حليمي وإسماعيل حليمي ، وقد استمع الوفد إلى هذه العائلات ونفيهم لتورط أبنائهم في أي شكل من أشكال العنف مؤكدين أن المطالب كلها كانت تنادي بالشغل وتوفير لقمة العيش وقد تحدثت العمة قمرة الصويلحي عن إبنيها المسجونين بالسجن المدني بقفصة والطريقة التي أوقفا بها والمعاناة التي تعانيها في زيارتهما وتأمين " القفة " لهما وقد عبر وفد حركة التجديد عن دعمه ومساندته مؤكدا لهم أنه سيعمل على تبليغ أصواتهم ودعم الحركة التضامنية معهم كما شكر الأخ الأمين الأول لحركة التجديد العائلات على شجاعتهم لإستقبالهم الوفد رغم الحضور الأمني المكثف وحالة الرعب التي بعثت في كامل الحي.
المحطة الأخيرة كانت لقاءا بعائلة السجينين طارق حليمي وهارون حليمي وعائلة السجين غانم الشريطي بحضور الأخ حسين مبروكي الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي وعضو النقابة الجهوية والسجين المفرج عنه أخيرا " سراح شرطي " بوجمعة الشريطي عضو النقابة الأساسية للصحة وعضو الإتحاد المحلي للشغل بالرديف وقد استمع خلاله الوفد إلى تحليل ضافي عن الحركة الاحتجاجية والممارسات الأمنية التي رافقتها ومعاناة أهالي السجناء. كما تحدثت العمة يسمينة وزوجة السجين طارق حليمي على ما عانته العائلة خلال فترة البحث عن ابنيهما من مداهمات وإرهاب طال الصغار والكبار عارضين بقايا قنابل مسيلة للدموع منتهية الصلوحية والتي وصلت إلى حيهم ومنزلهم وقد أجمع كل الحضور على ضرورة تضافر الجهود من أجل إطلاق سراح المساجين.
وفد حركة التجديد يواصل نشاطه ليلا رغم المضايقات الأمنية
واصل الوفد زياراته لأهالي أم العرائس حيث استأنفها ليلا بعد الإفطار ، فتمت زيارة أربع عائلات تحت مراقبة أمنية لصيقة وبالاستعانة بعون أمن بدراجة نارية لمراقبة ومتابعة الوفد في الأماكن التي وصلها والتي لا تدخلها السيارة ، تصرف يبعث على الاستغراب خاصة وأنه يمارس على حزب معترف به يفترض أن تعمل السلطة على تسهيل مهمته ليتمكن من القيام بدوره التأطيري والتوعوي في النور وعلى أحسن وجه ولكن ماذا تقول أمام المصطلح السياسي الجديد " التعليمات " ؟؟؟.
زيارة إلى المتلوي
وفي صبيحة الإثنين 29 سبتمبر 2008 أدى وفد حركة التجديد زيارة إلى مدينة المتلوي للإطلاع على أوضاع مساجين الحركة الاحتجاجية بها ونشاط حركة التجديد بالجهة ولم يخلص الوفد من المراقبة الأمنية المشددة إلا بعد مغادرته مدينة قفصة وكأن السلطة لا تعلم أن لحركة التجديد جذور راسخة بقفصة والمناجم لا يؤثر فيها أسلوب المضايقة والترهيب خاصة وأن الحلركة ما انفكت تدعو إلى الحوار وتهدئة الخواطر ومعالجة المشاكل بصفة جدية ومسؤولة.
منشور بالطريق الجديد العدد 96 من 04 إلى 10 أكتوبر 2008
عمر قويدر



ليست هناك تعليقات: