02‏/11‏/2008

الرديف يوم 09 أفريل 2008







الرديف : اعتداءات وإيقافات في صفوف الأهالي المحتجين وعدد من النقابيين
انتكاسة كبيرة شهدها الوضع بالحوض المنجمي يوم 07 أفريل اثر صدور قرار في شكل رزنامة تشغيل صادرة عن الرئيس المدير العام لشركة فسفاط قفصة تصدرتها قائمة الناجحين في المناظرة " سيئة الصيت " الشيء الذي دفع بمجموعة من العاطلين عن العمل بمدينة الرديف ليلة 6/7 أفريل إلى الاشتباك مع بعض أعوان الأمن بمركز شرطة المدينة هذه الحادثة استغلت لتفعيل الخيار الأمني الذي لم يغب شبحه على المدينة منذ بداية الأحداث حيث تم بداية من ساعات الصباح الباكر وبعد استقدام أعداد غفيرة من التشكيلات الأمنية اقتحام بعض المنازل والقبض على مجموعة من شباب المدينة وصل عددهم 23 شابا إلى حدود الساعة الرابعة من مساء الاثنين هذا وقد استيقظ الأهالي على حالة طوارئ غير معلنة حيث التواجد الكثيف لأعوان الأمن وغلق كل المنافذ المؤدية لمقر الإتحاد المحلي للشغل ويظهر أن التعليمات كانت صادرة للأمن بالقبض على الأخ عدنان حاجي رغم عدم تواجده بالمدينة ليلة الحادثة إذ بمجرد اقترابه والأخوين بوجمعة شريطي وعادل الجيار من مقر الإتحاد المحلي للشغل حتى انقض عليهم مجموعة من أعوان الأمن وأبرحوهم ضربا وركلا على كامل الجسم في مشهد وصفه لنا البعض بالوحشي واللاإنساني وتم نقلهم بمعية الأخ الطيب بنعثمان الذي لاقى نفس المعاملة بمجرد السؤال عنهم إلى السجن بمدينة قفصة ...أحداث جعلت أهالي المدينة وشبابها يدخلون في مناوشات مع الفرق الأمنية التي استعملت القنابل المسيلة للدموع وأحكمت سيطرتها على كامل المدينة... وأمام هذه الاعتقالات التي طالت النقابيين والمواطنين واثر دخول زوجة الأخ عدنان حاجي ـ رغم حالتها الصحية الحرجة ـ في إضراب جوع لمدة يوم أمام مقر الإتحاد اجتمع كل من نقابة التعليم الأساسي ونقابة التعليم الثانوي ونقابة الصحة ونقابة التأطير التربوي ونيابة المالية وأقروا إضرابا مفتوحا باشروه بداية من صباح يوم 7 أفريل 2008 وقد جاء في اللائحة " نحن النقابات والنيابات الأساسية بالرديف المجتمعون اليوم 07 / 04 / 2008 نعلن دخولنا في إضراب مفتوح بدءا من اليوم نتيجة الوضع المأساوي الذي آلت إليه المدينة على اثر التدخل الأمني الهمجي من قمع واعتقالات للنقابيين والمواطنين وتطويق المدينة بمختلف أجهزة التدخل وأصنافها وحالة الطوارئ التي نعيشها نطالب بـ:
¾ فك الطوق الأمني وكل مظاهر الترهيب في المدينة
¾ فك الحصار على دار الإتحاد المحلي
¾ فتح تحقيق جدي وفوري في الأوضاع والمتسببين في الأزمة وإيجاد قنوات حوار مع الأطراف المعنية
ندعو كل الفئات والمناضلين إلى مساندتنا والوقوف بجدية من أجل تحقيق المطالب المشروعة ".
حالة مأساوية تعيشها مدينة الرديف بعد هذا التصعيد الأمني الغير مسبوق الذي تمكنا من معاينته أثناء زيارتنا للمدينة ولقائنا المعتصمين بمدرسة حي النور حيث أكدوا لنا أن هناك قائمات معدة مسبقا للاعتقالات وأن كل المؤشرات تدل على ذلك وقد علمنا أنه وقع اعتقال الأخ بشير لعبيدي واختطافه من أمام زملائه المعتصمين يوم 08 أفريل 2008 . ونحن إذ نعبر عن تضامننا مع أهالي المدينة الجريحة ومعتقليها فإننا ننبه إلى خطورة المعالجة الأمنية لقضايا اجتماعية ليقيننا أن الحوار مع الشباب لا يكون بالقنابل المسيلة للدموع و ندعو ومن هذا المنبر السلطة إلى مراجعة خيارها وفتح حوار حقيقي مع لجان التفاوض وإطلاق سراح كل الموقوفين وعرضهم على الفحص الطبي وتتبع كل من يثبت ممارسته العنف على الموقوفين.
قائمة الموقوفين ليومي 7 و 8 أفريل
عدنان الحاجي ، بشير لعبيدي ، الطيب بن عثمان ، بوجمعة شريطي ، عادل الجيار ، فيصل بنعمر ، محمد بلخضر ، فيصل نمسي ، عصام رحيلي ، غانم شريطي ، عبد الوهاب بنصالح ، طارق الجديدي ، أنيس ماجدي ، الصادق بنصالح الجديدي ، عامر الجديدي ، محمد بنعثمان ، محمد زبيدي ، حسان رحالي ، فتحي رحيلي ، محمود شريطي ، ربيع أولاد عمر ، سامي الرحيلي ، فؤاد خليفي ، حسين أولاد عمر.
وقد وردنا والساعة تشير إلى الثانية بعد الزوال من يوم 8 أفريل أن مداهمات كبيرة للمنازل تتم الآن للقبض على شباب المدينة مما يعني أن قائمة المعتقلين المذكورة سالفا بصدد التضخم صور كارثية تنقل لنا نعد بمتابعتها ونقلها لقرائنا ولقوى مجتمعنا آملين في وقفة مؤثرة على مجرى الأحداث لإنقاذ مدينة بأكملها.
مدينة الرديف بين الحل الأمني ومنطق العقل
متابعة للوضع المأساوي بمدينة الرديف وبالتنسيق مع هيئة فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تحول يوم 9 أفريل وفد حقوقي ممثلا في الأخ عبد الرحمان لهذيلي عضو الهيئة المديرة والأخ الهادي بن رمضان رئيس فرع الرابطة بجندوبة والإخوة شكري الذويبي وعلى الحبيب وعمر قويدر عن فرع توزر ـ نفطة والسيدين مسعود الرمضاني ورشيد الشملي عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي وقد تمكن الوفد من دخول المدينة التي لاحت لنا ونحن في أطرافها كأنها مدينة أشباح فالطرقات تملؤها الحجارة وشظايا الزجاج المتناثرة والدكاكين مغلقة والأمن منتشر بكثافة ملحوظة وسياراته في كل المفترقات وشاحنات المياه الساخن مرابطة ومحاطة بالأمن وبالوصول أمام مقر المعتمدية حيث تجمع مئات المواطنين من مختلف الأعمار رجالا ونساء رافعين شعارات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين ومنددين بالقمع الأمني والترويع الذي تعرضوا له وبمجرد علمهم بوجود الوفد بينهم بدأ المواطنون يطلعونهم على الانتهاكات التي وقعت فقد ذكر البعض أن ليلة 8/9 أفريل كانت ليلة ترويع الأهالي بامتياز حيث تمت مداهمة المنازل بأحياء كل من العمايدة وزمرة وحي السوق والنزلة وقد مورس العنف المادي واللفظي على سكانها ولم يسلم من هذا العنف إلا من هرب من منزله وبات ليلته في العراء خوفا من الاعتقال الذي طال العشرات من شباب المدينة هذا وقد عاين الوفد آثار العنف على بعض المواطنين ومنهم الأخت جمعة زوجة المعتقل عدنان حاجي التي أوضحت أن إصابتها " أنظر الصورة " ناتجة عن عنف الأمن وقد أكد لنا البعض من الأهالي أن المداهمات رافقها عنف لفظي واهنات طالت الزوج أمام زوجته والشاب أمام شقيقاته ـ صور رويت لنا خلناها انتهت ـ .وأمام هذه المعاناة ومناشدة الأهالي بالتدخل وبعد إلقاء كلمة أمام المتظاهرين باسم اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي وباسم الهيئة المديرة للرابطة طالب الوفد بجلسة مع السيد معتمد الرديف وبعد فترة من الأخذ والعطاء استدعي الوفد إلى مقر البلدية لعقد جلسة مع السيد المعتمد ولكن رغم تحول الوفد إلى البلدية ودخوله مكتب رئيسها فإن السيد المعتمد تراجع عن الحضور ولم يتمكن الوفد من إبلاغ موقفه من الأحداث وطرح النقاط الثلاثة التي رآها مدخلا لإيقاف حالة الاحتقان وهي أولا إطلاق سراح كل المعتقلين ثانيا رفع الحصار الأمني على المدينة ثالثا وضع حد للمداهمات والانتهاكات الأمنية التي حصلت في حق الأهالي ، على أن يبقى باب التفاوض والحوار مفتوحا مع اللجان المحلية المنبثقة من أهالي المدينة بعد إطلاق سراح الموقوفين. نقاط رأى فيها الوفد مدخلا حقيقيا لتهدئة الوضع داخل مدينة تسير نحو كارثة إنسانية إذا وقع الإصرار على المعالجة الأمنية ورفض الحوار وهو ما لا يتمناه أحد ... وأخيرا يبدو حسب الأخبار الواردة علينا أثناء كتابة هذه المراسلة ليلة 9 أفريل أن لغة العقل بدأت تعود حيث علمنا أنه وقع إطلاق سراح عشرين موقوفا من ضمنهم الأخ بوجمعة شريطي عضو الإتحاد المحلي للشغل بالرديف وعادل الجيار نقابي تعليم ثانوي . فهل ستشهد الساعات القادمة إنهاء ملف الموقوفين بإطلاق سراح ما تبقى منهم وعلى رأسهم الإخوة عدنان حاجي وبشير لعبيد والطيب بنعثمان وإعادة البسمة لأهالي مدينة الرديف هذا ما نأمله ونتمناه .
عمر قويدر



الطريق الجديد العدد 75 من 12 على 18 أفريل 2008

ليست هناك تعليقات: