12‏/11‏/2008

ايقاف بشير لعبيدي الطريق الجديد العدد 87 "11 جويلية 2008"











مسلسل المداهمات متواصل والمساجين يدخلون في إضراب جوع
رغم كل النداءات الداعية إلى الحوار والتعقل وضرورة المعالجة الهادئة لمشكل الحوض المنجمي وبالتحديد في مدينة الرديف فإن النهج الأمني والقضائي هو الذي ساد في محاولة يائسة لوضع حد لهذه الأزمة وفي هذا الإطار تنزلت محاكمات يومي 26 و 27 جوان 2008 حيث أصدرت المحكمة الابتدائية بقفصة أحكاما شملت مجموعة كبيرة من شباب الرديف على خلفية مشاركتهم في التحركات الاحتجاجية التي شهدتها المدينة وقد جاءت الأحكام الحضورية كالآتي :
17 شهرا سجنا نافذة لبوعلي الطبابي ، 12 شهرا سجنا نافذة لعمار لعبيدي وماهر ملكي ، 11 شهرا سجنا نافذة لوليد جديدي ، 10 أشهر سجنا نافذة لجهاد ملكي ، 6 أشهر سجنا نافذة لعادل خليفي ، 5 أشهر سجنا نافذة لمحمد بويحي ، سامي الطبابي وبشير طنكر ، 11 شهرا مع تأجيل التنفيذ للمين بن علي ورامز خميري ، 6 أشهر مع تأجيل التنفيذ لبوبكر هاروني ، 5 أشهر مع تأجيل التنفيذ لشكري غلاب ، كما أصدرت المحكمة حكمها بعدم سماع الدعوى في حق كل من عبد السلام جراد و سعيد هلالي و فتحي مشوش والمناعي بالخيري وببطلان التتبعات بالنسبة لبلال رحيلي . هذا إضافة إلى صدور مجموعة كبيرة من الأحكام غيابيا.
ضغط ومطاردة النشطاء المطلوبين
علمنا أن زيارات متعددة لمنازل المطلوبين تتم في محاولة لإيقافهم وحث عائلاتهم والضغط عليهم من أجل تسليم أنفسهم وعلى رأسهم السادة بشير لعبيدي وعادل الجيار وطارق حليمي والطيب بن عثمان وآخرين .وقد علمنا أن السيد طارق حليمي عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي وأحد مؤطري الحركة الإحتجاجية قد سلم نفسه مساء يوم الإثنين 30 جوان . وللوقوف على تفاصيل وملابسات هذا التسليم اتصلنا بأخيه السيد عمر حليمي الذي قال " إن برقيات وجهت لكل المطلوبين من معلمين وأساتذة للالتحاق بمقرات عملهم باعتبار انقطاعهم عنه منذ 20 جوان 2008 والإمضاء على بطاقات حضور . وقد وجهت برقية لشقيقه طارق حليمي ورغم أنه لم يتسلمها فإنه التحق بمؤسسته التربوية "مدرسة زمرة" يوم الإثنين 30 جوان وأمضى على بطاقة الحضور وغادر المدرسة وبوصول الخبر للسلط الأمنية التحقوا بالمدرسة ولم يتمكنوا من إيقافه فانتقلوا إلى منزل شقيق زوجته منير بن علي "بحي زمرة" وداهموه لكن دون جدوى عندها انتقلوا إلى بيت والدته بعد أن داهموا بيت خاله الطاهر مبروكي ولم يجدوه " وقد أكد لنا السيد عمر حليمي " أن طارق لم يتسلم أي استدعاء رسمي ولم يُبَلغ رسميا بأي تهمة موجهة إليه و أن شقيقه وبعد حالة الرعب التي أصبحت عليها العائلة الموسعة والمداهمات التي تعرضت لها منازلهم وبعد التنسيق مع عائلته اتخذ القرار بتسليم نفسه ، وهو ما تم يوم 30 جوان على الساعة الثامنة والنصف مساءا حيث استلمه رئيس منطقة الحرس بالمتلوي متعهدا بسلامته الجسدية ". وأضاف السيد عمر حليمي أن رئيس منطقة الشرطة بالمتلوي مصحوبا بأحد أعوان الأمن قد عادا يوم الثلاثاء 01 جويلية وقاما بتفتيش بيت طارق وحملا معهما بعضا من وثائقه منها دفاتره المدرسية .
إيقاف السيد بشير لعبيدي وابنه.
من جهة أخرى وقع إبلاغنا بإيقاف السيد بشير لعبيدي وابنه مظفر لعبيدي مع سائق سيارة ايسوزو أحمد حليمي في مستوى طريق قرية " السقدود ". وحسب مصدرنا فإنه تم إخلاء سبيل السائق على ان يعود للبحث وبقي الابن رهن الإعتقال رغم انه غير مدرج ضمن قائمة المطلوبين وهو ما أكده أحد أفراد عائلة لعبيدي . والسؤال الآن هل سيكون إيقاف كل من عدنان حاجي وبشير لعبيدي وطارق حليمي مدخلا لإقدام بقية المطلوبين على تسليم أنفسهم ...هذا ما سنتابعه في الساعات القادمة.
ماذا بعد ؟
وأنا أتابع المشهد في الرديف ومسلسل المداهمات والإيقافات استحضرت بعضا من الكلمة التي ألقاها الرفيق العربي بن العربي في الإتحاد المحلي للشغل بالرديف في إحدى زياراتنا التضامنية مع الأهالي ، حيث ذكر أن الواجب هو تكريم مؤطري الحركة الاحتجاجية الذين بذلوا كل ما في وسعهم للمحافظة على طابعها السلمي وحموا هؤلاء الشباب من التطرف والمتطرفين ، وتساءل " تصوروا هذا الشباب العاطل والذي سدت في وجهه سبل الحياة الكريمة بدون تأطير؟ " وها هو التوقع يتحول إلى حقيقة بعد إيقاف قيادات الحركة . فكيف سيكون المشهد مستقبلا ؟ ؟ ؟
إضراب جوع بالسجن المدني بقفصة
أبلغنا أفراد من عائلات السجناء أن أبناءهم قد دخلوا في إضراب جوع منذ يوم الإثنين 30 جوان 2008 بالسجن المدني بقفصة . وباتصالنا بعائلة السجين فوزي بن عبد الله أكدوا لنا أن "القفة" أعيدت لهم يوم الزيارة (02 جويلية) وأن السجين ذكر لهم أنه ومن معه في نفس الغرفة ـ 14 سجينا ـ قد دخلوا في إضراب جوع منذ يوم الإثنين للمطالبة بإعادة البحث الذي تم في ظروف غير قانونية وتحت الإكراه والإسراع بعرضهم على حاكم التحقيق ومن ثمة المحاكمة ، وللتذكير فإن أغلب هؤلاء المساجين أوقفوا قبل يوم 06 جوان .
زوجة عدنان تعبر عن قلقها على مصيره
أكدت لنا السيدة جمعة حرم عدنان الحاجي أن بطاقة الإيداع بالسجن الصادرة في حق زوجها كانت وجهتها السجن المدني بقفصة وقد نقل إلى سجن القصرين بعد الشعارات التي رفعت من طرف السجناء عند وصوله سجن قفصة ومنها " بالروح بالدم نفديك يا عدنان " . وقد تمكنت من مقابلته يوم الجمعة 27 جوان 2008 بالسجن المدني بالقصرين ورغم معنوياته المرتفعة إلا أن شعورا بالقهر ـ حسب قولها ـ ينتابه . وقد اشتكى يومها من الظروف السيئة بالسجن هذا وقد أعلمتنا أنه ودون سابق إعلام وبعد أن اجل يوم الخميس 26 جوان قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بقفصة استنطاق عدنان حاجي إلى يوم الإثنين 30 جوان ، فوجئت بجلبه للتحقيق يوم السبت 28 جوان وقد طالب الأستاذ شوقي الزرواني بتأجيل الاستنطاق حتى يتمكن المحامون المنشغلون بالجلسة العامة للمحامين يومها من الحضور ورفض عدنان الإجابة عن الأسئلة وتمسك بضرورة التأجيل لحين حضور بقية المحامين .
عادل الجيار يسلم نفسه
سلم السيد عادل الجيار ـ أحد مؤطري الحركة الإحتجاجية ـ نفسه للسلط الأمنية بعد أن نسق ذلك مع أحد أفراد عائلته وقد تمت هذه العملية في حدود الساعة الثالثة من مساء الأربعاء 02 جويلية . وكان عادل أكد في تصريح سابق للطريق الجديد أنه واثق من براءته من التهم الموجهة إليه ولزملائه مؤطري الحركة الذين وقفوا مع أهلهم في الرديف طوال فترة الاحتجاجات .
عمر قويدر
الطريق الجديد العدد 87 من 05 إلى 11 جويلية 2008

ليست هناك تعليقات: