05‏/11‏/2008

الرديف في 26 جوان 2008 العدد "85" الطريق الجديد







إلى متى حالة الرعب التي يعيشها أهالي الرديف
مازالت مدينة الرديف تخضع لحصار أمني خانق حيث مازال المشهد كما نقلناه في مراسلتنا السابقة الجيش بمدرعاته متمركزا بنقاط عديدة من المدينة والفرق الأمنية تجوب الطرقات وتلجأ أحيانا لمحاصرة الأحياء وقد أضيفت لكل ذلك فرق أمنية بالزي المدني تستعمل سيارات خاصة مدنية لملاحقة بعض من شباب المدينة ـ المطلوبين ـ بعد فشل أسلوب مداهمة البيوت في ساعات الصباح الأولى للقبض عليهم كل ذلك جعل الأهالي يعيشون حالة من عدم الاطمئنان دفعت ببعض الشباب للجوء إلى خارج المدينة وقد لاحظنا ظاهرة وجود العديد من هؤلاء الشباب بمدن الجريد ـ توزر ، نفطة ، دقاش ـ لدى أقاربهم ورغم ذلك لم يسلموا من المتابعة الأمنية وكأن وجود إسم مدينة الرديف في بطاقة التعريف الوطنية صار مصدر شبهة.
أمام حالة الحصار واستحالة التجمع وسط المدينة وأمام مقر الإتحاد المحلي للشغل كما جرت العادة ، وتفاديا لأي احتكاك مع الفرق الأمنية والجيش الوطني حاول الأهالي بمعية نشطاء الحركة تنظيم احتجاجات داخل الأحياء وذلك يوم الأحد 15 جوان 2008 للمطالبة بفك الحصار الأمني على المدينة وخروج قوات البوليس منها وقد أفشل هذا التحرك بعد أن حوصرت أحياء النزلة ،بطيمة الجريدية ، العمايدة ، سيدي عبد القادر ومنع أهلها من التجمع والتنسيق فيما بينهم.
وقد علمنا أنه تمت مطاردة عضو لجنة التفاوض السيد بشير لعبيدي يوم السبت 14 جوان على الساعة الواحدة بعد الزوال حيث أغلقت بعض الطرقات في محاولة لتوقيفه بعد أن رصدت تحركاته بكل من حي النزلة وبطيمة الجريدية كذلك سجلنا يوم 16 جوان إيقاف السيد الحفناوي بن عثمان وهو من أصحاب الشهادات الذين مكنوا من بعث شركة مناولة بيئية وقد أوقف في مدينة لحفي صحبة أخيه أثناء عودتهما من سفرة كان القصد منها شراء حاسوبا لشركته الجديدة..ورغم إطلاق سراح شقيقه فقد بقي هو رهن الاعتقال ، سلوك أمني زاد في حيرة الأهالي ونشطاء الحركة حول معنى هذه الإيقافات خاصة بعد ورود أخبار مؤكدة حول توسيع دائرة المطلوبين تحت عنوان " التفتيش عن عناصر مشاغبة " لتشمل حسب مصدرنا كل من السادة ماهر بن محمد بن عمارة فجراوي ، الشافعي بن محمد الهادي شعوبة ، علي بن مختار ماجدي ، فيصل بن عمر ، رابح إمامي ، فريد بن اجموعي مغزاوي ، محمد الرحيلي ، عثمان بن عثمان ، عبيد طبابي ، أحمد أحمدي ، حسن بن يوسف ، الحفناوي بن عثمان وقد فعلا تم إيقاف العديد منهم.
كذلك سجلنا سعيا محموما لمحاصرة الصورالشمسية الخارجة من مدينة الرديف وهو ما وسع حسب مصادرنا قائمة المطلوبين وقد أبلغنا أن استدعاءات عديدة أرسلت لبعض شباب المدينة للحضور بمركز الشرطة والحرس بالمدينة ومنهم السادة عياض بن مسعود ، السعيد بوصلاحي ، الطيب خليفي والكاتب العام لنقابة المتقاعدين السيد العوني الذوادي الذين استدعوا يوم الثلاثاء 17 جوان لمركز شرطة الرديف وسئلوا حول الأقراص المضغوطة " CD " الرائجة بين الأهالي تحمل صور الأحداث التي جدت بالمدينة .
جريح في حالة خطرة
يقيم الجريح عبد الخالق بن امبارك بن احمد عميدي المصاب برصاصتين على مستوى الخصر بقسم الإنعاش بمستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس حيث أجريت عليه عمليتان جراحيتان الأولى بتاريخ 9 جوان والثانية بتاريخ 16 جوان بعد أن اكتشف الضرر الذي لحق الأمعاء ، وللوقوف على حقيقة وضعه الصحي اتصلنا ببعض مناضلي جهة صفاقس الذين أكدوا لنا بما لا يدع مجالا للشك أن وضعية الشاب عبد الخالق سيئة للغاية وخطيرة وهو يقيم بقسم الإنعاش بمساعدة آلات عديدة منها آلة التنفس الاصطناعي وهو ما ينبئ حسب مصدرنا بخطورة وصعوبة الحالة ، ودون أن ندخل في التوصيف الطبي للحالة فإننا نتمنى أن يتم إنقاذ هذا الشاب وأن لا تسير الأمور إلى ما هو أسوء.
معاناة الجرحى وأهاليهم متواصلة
الحالة الثانية هي حالة الشاب جابر الطبابي الذي أجرى له الدكتور فوزي المنصوري أخصائي الكلى والمجاري البولية عملية جراحية بالمستشفى الجهوي بقفصة ورغم نجاع العملية فإن هذا الشاب يظل حسب مصدرنا عرضة لإعاقة دائمة.
أما الشاب محمود بالعربي عميدي التلميذ بالسنة الثالثة تقني بمعهد 02 مارس بالرديف والذي أصيب برصاصتين واحدة في الساق والأخرى في أصابع الرجل فقد أجريت له عملية جراحية بالمستشفى المحلي بالرديف الذي غادره (بعد أن دفع والده معلوما قدره 270 دينارا ـ معلوما رأى فيه محدثنا إمعانا في تجاهل وضعية المصابين وأهاليهم ؟ )
هل من مدخل لتهدئة الوضع بالمدينة
في اتصال ببعض نشطاء الحركة حول سبل التخفيف من حدة التوتر بمدينة الرديف جاء الرد بأن سبل تجاوز حالة الاحتقان والتوتر لا تكون عبر الحلول الأمنية كما هو الحال الآن بل في توسيع دائرة الحوار وتفعيل الوعود ، كما طالبوا " كمدخل لطمأنة الأهالي " بفك الحصار على المدينة وإطلاق سراح جميع الموقوفين والكف عن ملاحقة الشباب أمنيا وقضائيا وفتح تحقيق جدي حول تجاوزات الفرق الأمنية ومحاسبة المسؤولين عنها وتعويض المتضررين من أصحاب المتاجر التي تعرضت للخلع والنهب .
عمر قويدر



الطريق الجديد العدد 85 من 21 إلى 27 جوان 2008

ليست هناك تعليقات: