02‏/11‏/2008

التحقيق في وفاة هشام العلائمي


بعد هلاك الشاب هشام في المناجم
النيابة العمومية تفتح تحقيقا
رغم عودة الهدوء الحذر لمدينتي الرديف وأم العرائس وعمادة تبديت فإن تفاعلات قضية وفاة الشاب هشام بنجدو العلائمي مازالت متواصلة . فعلى المستوى الشعبي اعتبر الفقيد بطلا من أبطال الحركة الاحتجاجية وشاهدا على عقلية التسلط والجنوح للعنف والحلول الأمنية في التعامل مع الاحتجاجات المدنية . أما على المستوى العائلي فقد عبر ابن عم الفقيد عن لوعة العائلة وكل أهالي تبديت لفقدان ابنهم وتمسكه وكافة أفراد الأسرة الموسعة بتتبع الجناة محملا مسؤولية الوفاة لكل من أعطى أوامر إعادة تشغيل التيار الكهربائي دون اعتبار العواقب مؤكدا أن من أعطى الأمر كان يعلم أنه يعرض حياة الشباب للخطر قائلا " كعائلة إتْضَرِينا وضَحِينا بولدنا يِلْزِم إلِّي قتلو يدفع الثمن ". هذا وقد علمنا أن دعوى قضائية قد قدمت باسم عائلة الفقيد (الوالد والوالدة) وقد فتحت النيابة العمومية تحقيقا في الحادثة ودعت الشهود للحضور صبيحة الخميس 15 ماي 2008 لدى حاكم التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بقفصة قصد الاستماع لإفاداتهم وقد قدمت انابات من قبل العديد من المحامين . فهل ستشهد الأيام القادمة تحديدا للمسؤوليات وبالتالي إيقاف كل من تثبت إدانته وإحالته على القضاء.
وللتذكير نشير إلى أن وفدا من فرع توزرـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يتقدمه رئيسه ، تمكنا يوم 07 ماي من دخول مدينة الرديف المحاصرة من مختلف مداخلها وقد أمكن لنا الإطلاع على حالة الاحتقان التي تعيشها المدينة والشلل الذي طال كل المرافق والمؤسسات حيث أغلقت المدارس والدكاكين والأسواق لتعود مدينة الرديف إلى المربع الأول . خاصة وقد أكد العديد ممن اتصلنا بهم أن الأوضاع بالمدينة كانت تسير نحو الاستقرار والهدوء بعد النتائج التي تحققت من خلال الاتفاقات المبرمة بين لجنة التفاوض والسلط المحلية والتي بموجبها فك اعتصام كل من عملة حضائر البلدية وعمال شركة نقل الجنوب وعمال شركات حراسة المؤسسات ، وأربعة شركات مناولة أصحابها من حملة الشهائد الجامعية وهي على التوالي "الوفاء" و"النصر" و"العهد" و"المتحدة للخدمات البيئية" حيث تشغل كل شركة 90 عاملا.
عودة للحل الأمني
من جهة أخرى أكد لنا السيد بشير لعبيدي أنه رغم ما تركه حادث وفاة الشاب هشام العلائمي من أثر في نفوس الأهالي فإن حالة الاستنفار والتأهب المبالغ فيهما لقوات الأمن وعودتهم بشكل مكثف لوسط المدينة وشوارعها يوم 6 ماي تحسبا لرد فعل المواطنين قد أثارت المتساكنين ، وقد وجدت الفرق الأمنية في رمي أحد المواطنين للحجارة على مقر المعتمدية سببا كافيا للهجوم على المارة وإطلاق القنابل المسيلة للدموع ومن الأماكن التي وقع استهدافها بهذه القنابل " مقهى الإتحاد " الذي أفرغ من رواده ووقع الاعتداء بالعنف الشديد والضرب على نادله الشاب الإمام عميدي وقد امتدت اثر ذلك المواجهة إلى مختلف أرجاء المدينة وهو ما جعل عضوا لجنة التفاوض وبعض نشطاء الحركة الاحتجاجية يسعون إلى تهدئة الوضع حيث تنقلوا بين المنازل والأحياء في محاولة لتجنيب المدينة الكارثة إلا أنه وقعت مطاردتهم من طرف الأمن رغم علمهم بنواياهم وهو ما يؤكد حسب رأي السيد بشير لعبيدي أن هناك أطرافا تسعى لإثارة الشغب وإعادة الأزمة للمدينة وقد أشار بأصابع الاتهام إلى أطراف تجمعية وشخصيات متنفذة داخل الإتحاد الجهوي للشغل بقفصة.
عائلات بأكملها تهجر المدينة
وأمام تلك المواجهات الأمنية والاعتداءات المتواصلة على المواطنين واقتحام المنازل (منها منزل السيد عبيد الشريطي وكان به مأتم حيث وقع الاعتداء على كل من فيه ) واحتجاجا على "عسكرة" الرديف غادرت مئات العائلات المدينة يوم 07 ماي محملة بأدباشها " تاركة المدينة للأمن " حسب قول أحد المواطنين ولم تعد هذه العائلات إلا بعد أن حصلت على تطمينات بالكف عن مداهمات المنازل والتخفيف من التواجد الأمني بالأحياء.
ما يتمناه كل من التقيناهم هو عودة الهدوء للمدينة حيث أكدوا لنا أن مراجعة شكل التواجد الأمني بها وضبط سلوكات الفرق الأمنية والضغط على الأطراف التي تدفع نحو إدامة حالة التوتر بسعيها إلى إفساد الاتفاقات المبرمة مع لجنة التفاوض هي المدخل الصحيح لنزع فتيل الأزمة.
عمر قويدر

الطريق الجديد العدد 80 من 17 إلى 23 ماي 2008

ليست هناك تعليقات: