11‏/12‏/2008

صرختان لجمعة جلابي وليلى خالد



صرختان من عائلات مساجين الحوض المنجمي
في الوقت الذي يأمل فيه أهالي الحوض المنجمي ومكونات المجتمع المدني وضع حدّ لمأساة سجناء الحركة الاحتجاجية وإقدام السلطة على الخطوة الصحيحة نحو الانفراج في تلك المنطقة التي تعيش التوتر والاحتقان منذ أشهر فإنّ الأنباء تتواتر حول المزيد من سوء أحوال المساجين وأهاليهم ولعلّ آخرها ما عبّرت عنه السيّدتان ليلى خالد حرم السجين بشير العبيدي وجمعة جلابي حرم السجين عدنان حاجي في رسالتيهما التاليتين .
رسالة جمعة جلابي : عدنان يتعرض لسوء المعاملة
أكثر من خمسة أشهر ونحن نعيش على الوعود وفي كل مرة نصاب بخيبة أمل أمر من سابقتها مضى الصيف وأوشك الخريف على النهاية فماذا عن الشتاء ومساجين أبناء الرديف الذين طالت محنتهم وراء القضبان وزاد عذابهم بحلول البرد ماذا عن زوجي عدنان الحاجي المريض الذي يعيش بكلية واحدة زيادة على معاناته من أمراض أخرى منها ضغط الدم والكولسترول وقد سبق أن وضحت على صفحات الطريق الجديد أن زوجي تعرض إلى الإهمال الصحي بسجنه وناشدت أحرار تونس وأصحاب الضمائر الحية أن يتدخلوا لدى الجهات المعنية لرفع هذه المظلمة وإني أكرر اليوم هذا النداء وأحيط الرأي العام أن زوجي تعرض أكثر من مرة للإهانة والاستفزاز والعنف المادي من طرف مدير السجن المدني بالقصرين المسمى عبد الرحمان العيدودي والأعوان الذين يعملون تحت إمرته فقد قطعوا عليه الدواء مرة ، ومرة أخرى شدوا وثاقه وقيدوه ونقلوه كمجرم حق عام إلى المستشفى الجهوي بالقصرين بعد أن أعطي دواء للضغط تسبب في اضطراب في دقات القلب وإغماءات متعددة فأعيد إلى نفس المستشفى بنفس الطريقة وقد أعلمني أن الطبيبة كانت تفحصه وهو موثوق اليدين وتحت حراسة مشددة ولم يقف القائمون على هذا السجن سيئ الصيت عند هذا الحد بل تعدوه إلى درجة لا تطاق فقد عمد عون سجن ولقبه الهيشري إلى تعرية زوجي من كل ملابسه في اعتداء سافر على أدميته وكرامته إثر آخر زيارة قام بها المحامون له وقد أعلمنا بذلك اثر زيارتنا الأخيرة، وقد بادرت بالاتصال بمحاميه لإعلامهم بتمسكي وزوجي بحق تتبع المعتدين أمرا وتنفيذا وإني أناشد كل القوى الحية لمساندتنا حتى يفتح تحقيقا في الموضوع ولا يفلت الجناة من العقاب و يمكن زوجي من المراقبة الطبية الدقيقة ودون ذلك ستبقى خشيتي قائمة على حياة زوجي فالأيادي التي هو بينها الآن غير أمينة كما أطالب بنقله إلى السجن المدني بقفصة حتى يبتعد عن الذين لا يعيرون الذات البشرية أي احترام وإني أختم هذه الصرخة بمناشدة أحرار تونس بالداخل والخارج وكل أحرار العالم بالمطالبة معي ومع أهالي الحوض المنجمي برفع هذه المظلمة وإطلاق سراح المساجين وإيقاف التتبعات في حق أبنائنا وأزواجنا وإخواننا شباب مدن الحوض المنجمي لأنهم يحاسبون وينكل بهم الآن لا لشيء إلا لأنهم مارسوا حقهم كمواطنين أحرار وتجرؤوا وطالبوا بحقهم في الشغل وبنصيبهم من الثروة الوطنية .
رسالة ليلى خالد : أنقذوا صحة زوجي
ألا يكفي حرماني من زوجي وابني والزج بهما في السجن بتهم يعلم القاصي والداني أنها ملفقة ولا أساس لها من الصحة ألا يكفي ما تتعرض له العائلة من محاصرة ومضايقات ألم يحن الوقت بعد لإنهاء هذه الأزمة بإطلاق سراح أبنائنا وأزواجنا وإخواننا من السجن إني أقول ذلك وأنا أتقطع ألما إثر كل زيارة لابني بالسجن المدني بقفصة وزوجي بالسجن المدني بالقصرين الذي لا يلقى العناية الصحية الضرورية وهو الذي تجاوز سن الخمسين والمصاب بضغط الدم أتألم وأنا أرى حالته الصحية في تدهور مستمر فقد تعرض أخيرا إلى نزلة برد نتيجة الظروف القاسية بالسجن المدني بالقصرين ورغم المضادات الحيوية التي أعطيت له فإنه لم يشف إلى حد الآن إضافة إلى الآلام التي أصبحت تلازمه على مستوى الفم والأسنان وهو ما لاحظته خلال زياراتي الأخيرة فزوجي فقد أكثر من عشرة كيلوغرامات من وزنه ، وهو محروم من تلقي العناية الطبية الضرورية فحتى الأدوية التي نتكفل نحن بشرائها نتعب ونلهث قبل السماح بتسليمها له ، أليس العلاج والرعاية الصحية الكاملة من حق السجين هل يعقل أن تلازم نزلة برد زوجي لمدة تفوق الشهر ؟ أين هو القانون ؟ أين هي حقوق الإنسان ؟ أين هي العدالة ؟ إني أصرخ عاليا كزوجة وأم أن أنقذوا زوجي وإبني أنقذوا شباب مدينة الرديف ومدن الحوض المنجمي الذين لا ذنب لهم سوى تعبيرهم عن رأيهم ورفضهم للحيف الإجتماعي إني أتوجه من خلال الطريق الجديد إلى السلط المعنية وإلى كل القوى الحية بالبلاد من حقوقيين ونقابيين وسياسيين وإعلاميين لإطلاعهم على حالة زوجي ( والأكيد أن مثلها كثير ) للضغط من أجل إنقاذ صحّة زوجي بشير العبيدي وذلك بالإسراع في عرضه على أطبّاء الاختصاص وتمكينه من علاج مناسب يجنّبه تدهورا أكبر في صحّته (لا قدّر الله) وهو ما يكفله القانون وكل الشرائع الدنيوية والسماوية.
عمر قويدر

الطريق الجديد العدد 103 من 22 إلى 28 نوفمبر 2008

ليست هناك تعليقات: