01‏/12‏/2008

محاصرة المد التضامني مع أهالي ومساجين الحوض المنجمي













"تعليمات" بمنع التضامن مع أهالي الحوض المنجمي
نظمت نقابات التعليم الثانوي والأساسي والصناديق الاجتماعية وأطباء الصحة العمومية يوما تضامنيا مع أهالي الحوض المنجمي بالعاصمة ودعت للمشاركة في هذه التظاهرة عائلات النقابيين المسجونين على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية بمدينة الرديف وقد لبّ الدعوة كل من جمعة جلابي حرم عدنان الحاجي الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الأساسي وعضو الإتحاد المحلي للشغل وعبد الرحمان بن عثمان خليفي (شيخ مسن) والد الطيب خليفي عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي وعبد الرزاق جيار شقيق عادل الجيار عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي وقد امتطوا الحافلة المتجهة إلى العاصمة رفقة السيد حسين مبروكي الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي وعضو النقابة الجهوية في حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا على أن تنظم إليهم السيدة ليلى خالد حرم بشير لعبيدي في مستوى مدينة قفصة . وقد بدأت بوادر المنع من مدينة أم العرائس حيث أوقفت الحافلة لمدة تزيد على الربع ساعة من طرف الأمن قبل أن يسمح لهم بالمرور بعد التثبت من هوية عائلات المساجين وأجراء الاتصالات " المعهودة" وفي المقابل كانت زوجة بشير لعبيدي في طريقها للمحطة لانتظار الحافلة وعند وصولها لاحظت الحصار الكبير المضروب على المحطة وقد أعلمها أحد أعوان الأمن بالزي المدني أنها وبموجب " تعليمات " ممنوعة من السفر إلى تونس وأن كل أفراد عائلات المساجين القادمين من مدينة الرديف سيمنعون من مواصلة السفر ورغم ذلك أصرت على ترقب الحافلة .
الأمن يمنع أهالي المساجين من السفر
بمجرد وصول الحافلة إلى مدينة قفصة أجبر أعوان الأمن عائلات النقابيين المساجين على النزول وأعطوا الأوامر لسائق الحافلة بمواصلة الطريق دون الركاب المذكورين وهو ما أثار احتجاج العائلات فقوبلت تلك الاحتجاجات بعنف معنوي ومادي شديدين حيث تعرض السيد حسين مبروكي إلى الضرب والتجريح وكذلك السيدة جمعة التي تعرضت إلى المعاملة القاسية مما عكر حالتها الصحية خاصة بعد أن أجبروا بالقوة على الخروج من قاعة الانتظار بالمحطة والبقاء في العراء لمدة تزيد على الساعة مما اثر على صحة السيدة جمعة التي نقلت في حدود الساعة الثانية صباحا إلى المستشفى الجهوي بقفصة بعد أن أجبر كل من حسين مبروكي والشيخ المسن عبد الرحمان خليفي وعبد الرزاق جيار على العودة إلى مدينة الرديف تحت حراسة مشددة من قفصة إلى الرديف
جمعة جلابي تنقل إلى مستشفى شارل نيكول
أكدت لنا جمعة الجلابي أنه رغم نتائج التحاليل التي أجريت لها وطلب أطبائها نقلها إلى مستشفى شارل نيكول فإن المسؤولين في المستشفى رفضوا ذلك ولم يستجيبوا إلا صبيحة السبت 25 أكتوبر فنقلت مرفوقة بالسيدة ليلى خالد على متن سيارة الإسعاف إلى مستشفى شارل نيكول وتعتقد السيدة جمعة ان هذا التأخير في الاستجابة لطلب طبيبها مرتبط بموعد التظاهرة التضامنية التي تنطلق في حدود الساعة الثانية مساء من يوم الجمعة مما يعني حسب رأيها أن هناك من هو مستعد للتضحية بأرواح البشر من أجل تطبيق " التعليمات " .
مواطنون ممنوع من دخول العاصمة والتنقل إلى جندوبة
" أنت عارف " التعليمات " يا سي مسعود " بهذه العبارات أستقبل السيد مسعود الرمضاني في مدخل مدينة تونس يوم الجمعة 17 أكتوبر . وقد تعطلت حركة المرور لفترة قبل أن يجبر منسق اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي على الامتثال " للتعليمات " والعودة إلى مدينة القيروان مرفوقا بسيارة أمنية.
نفس السلوك ونفس" التعليمات " التي حلت محل القانون ببلادنا وأصبحت الكلمة السحرية التي يلجأ إليها الجهاز الأمني للتعدي على حقوق المواطن المكفولة قانونا مورست عليّ ليلة الأحد 26 أكتوبر 2008 فقد تم إرغامي على النزول من الحافلة المتجهة إلى تونس العاصمة الساعة الثانية عشرة ليلا في مدخل مدينة المتلوي واقتيادي إلى منطقة الحرس بالمدينة حيث تم إعلامي أن " التعليمات " تقضي بعدم سفري إلى العاصمة ونفس " التعليمات " التي تسمع ولا ترى كانت سببا كافيا لمنع عشرات النشطاء من الوصول إلى مدينة جندوبة حيث نظم الإتحاد الجهوي للشغل يوما تضامنيا مع أهالي الحوض المنجمي ومن بينهم العميد السيد عبد الستار بن موسى والأستاذين شكري بلعيد وعبد الرحمان لهذيلي وفرج شباح وسامي الطاهري من مغادرة تونس العاصمة والتوجه إلى مدينة جندوبة فإلى متى هذا التعدي على حقوق المواطنين؟.
ملاحظة
أعتذر للقراء الكرام على تكرار عبارة " تعليمات " فالتكرار خارج عن نطاقنا.
مناسبة سانحة للإفراج عن المساجين
هل ستشهد مناسبة 7 نوفمبر إيقاف المحاكمات وإطلاق سراح الموقوفين والعودة إلى المعالجة السياسية للمشاكل التي يعاني منها أبناء الحوض المنجمي بما يحقق التنمية ويخفف من وطأة البطالة ، هذا ما يشغل بال العائلات وأهالي مدينة الرديف خاصة بعد أن تدعم مطمحهم بالنداءات الموجهة إلى رئيس الدولة في الغرض من الأحزاب السياسية ، حركة التجديد والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والاشتراكي اليساري والعمل الوطني الديمقراطي والعمال الشيوعي التونسي والجمعيات المستقلة ، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والنساء الديمقراطيات والنساء التونسيات للبحث من أجل التنمية ( أنظر نص النداء الصادر بتاريخ 17 أكتوبر 2008 ) ومن الإتحاد العام التونسي للشغل ( انظر بيان المكتب التنفيذي بتاريخ 22 أكتوبر 2008). فهل ستحمل هذه المناسبة استجابة لهذه النداءات وبالتالي فرحة عائلات وأهالي الحوض المنجمي؟ هذا ما يترقبه ويتمناه أهالي الرديف وبقية مناطق الحوض المنجمي بولاية قفصة وبصفة عامة كل مكونات المجتمع المدني وجميع المواطنين الذين تألموا لمعانات أهالي تلك المنطقة.
عدنان الحاجي يتعرض لسوء المعاملة
أعلمتنا السيدة جمعة جلابي أن زوجها عدنان الحاجي تعرض يوم السبت 18 أكتوبر 2008 لسوء المعاملة بالسجن المدني بالقصرين فبعد تعكر حالته الصحية نتيجة تناوله لأدوية لم تتماشى وخصوصية وضعه باعتباره متبرعا بكليته وأمام رفضه الانتقال ـ بطريقة مهينة ـ إلى المستشفى الجهوي بالقصرين قصد القيام بفحوصات وتخطيط للقلب عمد الأعوان إلى تعنيفه وضربه وتقييده ونقله مكرها إلى المستشفى وقد عبرت حرمه عن تنديدها بهذه الممارسات مؤكدة على حقها وزوجها في تتبع كل من وقف وراء ها أمرا وتنفيذا.
عمر قويدر





الطريق الجديد العدد 100 من 01 إلى 07 نوفمبر 2008

ليست هناك تعليقات: