25‏/05‏/2009

تحركات نسوية بالرديف




الرديف : اعتصام واحتجاج من أجل إطلاق سراح المساجين

شهدت مدينة الرديف يوم الأحد 10 ماي 2009 تحركا نسائيا احتجاجا على تواصل معاناة الأهالي ومطالبة بإطلاق سرح المساجين فقد تجمع أكثر من أربعين امرأة وفتاة حوالي الساعة التاسعة صباحا أمام مقر الإتحاد المحلي للشغل بالرديف رافعين شعار " شادين شادين في إخراج المساجين " وبالسرعة المعهودة في مثل هذه الحالات طوقت أعداد غفيرة من قوات الأمن المتمركزة بصفة شبه دائمة بالمدينة منذ اندلاع الأزمة في بداية السنة الماضية في محاولة لتفريقهن ومنعهن من مواصلة الاحتجاج وهو ما أدى إلى مشادات واحتكاكات بين المتظاهرات وقوات الأمن وقد أكدت لنا السيدة جمعة جلابي أنه أمام تمسك النسوة بحقهن في التعبير عن رفضهن لمواصلة سجن أبنائهن وأزواجهن والبقاء أمام مقر الإتحاد المحلي للشغل لجأ أعوان الأمن إلى تعنيفهن ماديا ولفظيا وهو ما دفعهن إلى نقل اعتصامهن إلى منزل السجين عدنان الحاجي أين واصلن احتجاجهن الذي امتد حتى صبيحة الاثنين 11 ماي 2009 وفي الأثناء مورست العديد من الضغوطات على العائلات لسحب أفرادها المشاركين في الاعتصام من منزل عدنان الحاجي حيث أعلمتنا شقيقة الطيب بن عثمان أن والدها الشيخ عبد الرحمان بن عثمان والذي تجاوز الثمانين سنة وقع إيقافه بمركز شرطة المدينة لأكثر من ساعتين مورست عليه خلالها شتى أنواع الضغوطات من أجل سحب عائلته المشاركة في الاعتصام ، كما وُجهت استدعاءات للحضور "حالا" بمنطقة الشرطة للعديد من فتيات ونساء الرديف ومنهن من لم تشارك أصلا في هذه الحركة الاحتجاجية كشقيقة طارق حليمي وهارون حليمي. هذه الأحداث أعادت إلى السطح حالة الاحتقان التي لم تغب أصلا عن الرديف منذ اندلاع الأزمة وكشفت مدى هشاشة واقع الهدوء المفروض أمنيا وقضائيا على المدينة وأهلها ، ولسائل أن يسأل إلى متى ستواصل السلطة في نهجها الأمني في التعامل مع هذه الأزمة وشخوصها ألم يحن الوقت بعد لطي صفحة هذه المأساة وإعادة البسمة إلى العائلات أو بالأحرى إلى المدينة بأكملها بإطلاق سراح مساجينها وإعادتهم إلى سالف أعمالهم. فكل الوقائع تؤكد أن حالة من الاحتقان وعدم الرضي تسود أوساط الأهالي وأن عسكرة المدينة يمكن أن ينتج هدوءا مؤقتا ولكن لا يمكن أن ينتج استقرارا دائما .

عمر قويدر

الطريق الجديد العدد 128 من 16 إلى 22 ماي 2009

ليست هناك تعليقات: