رسالة من أحد تلاميذ السجين بشير لعبيدي
إلى من علمني حرفا
إلى معلمي بشير لعبيدي
صغير السن كنت عندما رأيته أول مرة يتهادى في ساحة المدرسة التي رسمت بها وكانت صفرة شعره ومشيته البطيئة تخفي وراءها رجلا ، معلما ، مربيا حازما جادا شغله وهمه إسعاد الغير ، انطبع المشهد ونقش في مخيلتي وشاءت الأقدار أن أقف وجها لوجها مع مشهد الصبا ، فأصبح المشهد حقيقة قريبة أكاد ألامسها إنه معلمي بشير لعبيدي أو كما يحلو للبعض أن يناديه " الحاج " بين صفوف قاعتي التي أدرس بها فما كان همي الدرس وما كان همي أترابي وما كان همي أكثر من أني أراه بعيني دائم الابتسامة ترتسم على وجهه علامات تنطق وتقول أنا مدرسكم هذه السنة أنا الأب وأنا الأخ الأكبر .
غادرت المدرسة الابتدائية إلى المعهد ومنه إلى الجامعة ثم دخلت ميدان العمل وتراني مرة أخرى يعاودني نفس الإحساس نفس المشهد الرائع ولكن بأكثر حدة فلقد مددت يدي وصافحته فسألني كعادته عن أحوالي فأعلمته بكل حزم وثقة بأن مثلك لا يمكن أن يزرع في أرض بور.
أخذت منه السنون ما أخذت وأبقت ما أبقت ولكنها كلا لم تقدر على المساس من قلبه الحي النابض المفعم بحب الغير وثغره الباسم ووجه الدائم الإشراقة ، شيبته ما زادته إلا وقارا واحتراما لدى الكبير والصغير ولكن فجأة تضيع الصورة ويحل محلها مشهد مقيت إنه الآن في سجن يسمونه مستشفى يعاني أوجاع البدن والجسد المريض المنهك وأوجاع الروح والنفس التواقة إلى حب الحياة ، عجبا !!
سيدي ومعلمي قدري أن أعيش بك وقدرك أن تعيش للآخر واقفا تصلي في محراب الحق والعدل شامخا كما عهدناك .
كم سمعنا نعيق البوم والغربان ولكن عندما يأتي الربيع ويرسم مشهدا رائعا سنغنى سويا أغنية تنظم أنت أبياتها وترددها معك الطيور "نعم لن نموت ولكننا سنقتلع الظلم من بلادنا"
تلميذ بشير لعبيدي
إلى من علمني حرفا
إلى معلمي بشير لعبيدي
صغير السن كنت عندما رأيته أول مرة يتهادى في ساحة المدرسة التي رسمت بها وكانت صفرة شعره ومشيته البطيئة تخفي وراءها رجلا ، معلما ، مربيا حازما جادا شغله وهمه إسعاد الغير ، انطبع المشهد ونقش في مخيلتي وشاءت الأقدار أن أقف وجها لوجها مع مشهد الصبا ، فأصبح المشهد حقيقة قريبة أكاد ألامسها إنه معلمي بشير لعبيدي أو كما يحلو للبعض أن يناديه " الحاج " بين صفوف قاعتي التي أدرس بها فما كان همي الدرس وما كان همي أترابي وما كان همي أكثر من أني أراه بعيني دائم الابتسامة ترتسم على وجهه علامات تنطق وتقول أنا مدرسكم هذه السنة أنا الأب وأنا الأخ الأكبر .
غادرت المدرسة الابتدائية إلى المعهد ومنه إلى الجامعة ثم دخلت ميدان العمل وتراني مرة أخرى يعاودني نفس الإحساس نفس المشهد الرائع ولكن بأكثر حدة فلقد مددت يدي وصافحته فسألني كعادته عن أحوالي فأعلمته بكل حزم وثقة بأن مثلك لا يمكن أن يزرع في أرض بور.
أخذت منه السنون ما أخذت وأبقت ما أبقت ولكنها كلا لم تقدر على المساس من قلبه الحي النابض المفعم بحب الغير وثغره الباسم ووجه الدائم الإشراقة ، شيبته ما زادته إلا وقارا واحتراما لدى الكبير والصغير ولكن فجأة تضيع الصورة ويحل محلها مشهد مقيت إنه الآن في سجن يسمونه مستشفى يعاني أوجاع البدن والجسد المريض المنهك وأوجاع الروح والنفس التواقة إلى حب الحياة ، عجبا !!
سيدي ومعلمي قدري أن أعيش بك وقدرك أن تعيش للآخر واقفا تصلي في محراب الحق والعدل شامخا كما عهدناك .
كم سمعنا نعيق البوم والغربان ولكن عندما يأتي الربيع ويرسم مشهدا رائعا سنغنى سويا أغنية تنظم أنت أبياتها وترددها معك الطيور "نعم لن نموت ولكننا سنقتلع الظلم من بلادنا"
تلميذ بشير لعبيدي
الطريق الجديد العدد 121 من 28 مارس إلى 3 أفريل 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق