04‏/05‏/2009

مؤتمر الإتحاد الجهوي بقفصة






مؤتمر الإتحاد الجهوي للشغل بقفصة :
عبد السلام جراد : تلقينا تطمينات باطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي

في مناخ اجتماعي متوتر على خلفية تواجد العديد من النقابيين بالسجن وفي غياب منافسة حقيقية بعد انسحاب أغلب المرشحين خارج قائمة الكاتب العام ومنهم السادة نوفل معيوفة والحسين مبروكي وفوزي جوادي وعبد الحكيم سليم وغيرهم من نقابيي الجهة من السباق الانتخابي انعقد مؤتمر الإتحاد الجهوي للشغل بقفصة يوم الأربعاء 25 فيفري 2009 وجاءت نتائجه كما كان متوقعا حيث فازت قائمة السيد عمارة العباسي والتي تضم كل من السادة محمد الصغير ميراوي وأحمد المغزاوي ومحمد الهنشيري وحبيب بوناب وبشير البركوس ومصباح مبروكي ونورالدين روابح وعلي ماجدي كما قرر المؤتمرون في نهاية أشغال مؤتمرهم توجيه برقية للسلطة يطالبون فيها بإطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي وإرجاع العمال والموظفين منهم إلى سالف عملهم وقد تكفل رئيس المؤتمر السيد عبيد لبريكي بصياغتها .
والجدير بالذكر أنه رغم تكبدنا عناء التنقل لتغطية فعاليات هذا المؤتمر إلا أننا اصطدمنا بفيتو يمنع المراسلين الصحفيين من حضور الجلسة الافتتاحية ، ورغم تقدمي بصفتي بمعية مراسل صحيفة مواطنون إلا أن الإجابة كانت قاطعة في أنه غير مسموح بتغطية المؤتمر من طرف الصحافة وأن الاستثناء الوحيد هو لمؤسسة الإذاعة والتلفزة ( وكانها ليست من وسائل الإعلام ) فاقتصرت الجلسة الافتتاحية على حضور نواب المؤتمر وضيوفه من هياكل نقابية وطنية وجهوية لذا سنكتفي في تغطيتنا هذه بما نقل إلينا من كلمة الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل والبيانات الموزعة على النواب والحضور الذي منع هو الآخر من متابعة الجلسة الافتتاحية.
وعود بقرب طي ملف الأزمة
تعرض السيد عبد السلام جراد في مداخلته إلى الأزمة بالحوض المنجمي مؤكدا أن المطالب التي رفعتها الحركة الاحتجاجية شرعية لأن أساسها كان التشغيل وتحسين ظروف العيش وأن لدى الإتحاد تطمينات بإنهاء الأزمة وإطلاق سراح كل المساجين مؤكدا أن الإتحاد مع المطالبة بحق الشغل لكل مواطن ، كما تحدّث عن عديد الملفات التي يواجهها الاتحاد وعن غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من معاناة ومجهودات الإتحاد لدعم القضية الفلسطينية
أهالي المساجين يواكبون أشغال المؤتمر
تحول العديد من أهالي المساجين من الرديف إلى قفصة لمواكبة أشغال المؤتمر ولتبليغ صوتهم للمؤتمرين وقد سمح لجمعة جلابي حرم عدنان الحاجي بمواكبة الجلسة الافتتاحية وكذلك حرم عثمان بنعثمان في حين منعت والدة الطيب وعثمان بنعثمان من دخول القاعة رغم تدخل بعض النقابيين . وقد وزعت السيدة جمعة بيانا ممضى باسم عائلات المساجين هذا نصه " ينعقد مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة يوم 25 فيفري 2009 والجرح في منطقة الحوض المنجمي لا يزال نازفا ، والآلام لا تزال حيّة موجعة لعشرات العوائل المحرومة من أبنائها وآبائها وإخوانها الذين زجّ بهم في السجن بتهم أجمع كل المنصفين على صبغتها الكيديّة وبعد محاكمات سيحكم عليها التاريخ. ينعقد مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة والنقابيين في غياهب السجون يعانون من المعاملة القاسية واللاإنسانية في عنابرهم ، وأهاليهم يقاسون عذابات التنقل في زياراتهم لسجون قفصة والقصرين وسيدي بوزيد ، وتشهد على ذلك حالة النقابي بشير لعبيدي المقيم منذ أسابيع بمستشفى الأمراض الصدريّة بأريانة وحالة عدنان الحاجي الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالرديف وعضو الإتحاد المحلي للشغل المبعد قصرا بالسجن المدني بالقصرين وطارق حليمي عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالرديف وعادل الجيار عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي القابعان بالسجن المدني بقفصة والطيب بنعثمان عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالرديف المبعد قصرا بالسجن المدني بسيدي بوزيد وغيرهم من شباب مدن الحوض المنجمي.
يأتي هذا المؤتمر وهؤلاء النقابيون الصادقون والأوفياء لقيم التضحية التي تأسس عليها الاتحاد العام التونسي للشغل يسامون سوء العذاب عزلة ومرضا وبردا وإهانة جسديّة ولفظيّة في سلوك ممنهج يستهدف كرامتهم وشموخهم لا ذنب لهم إلاّ أنّهم ناصروا المظلومين في مدن الحوض المنجمي التي أجمعت أغلب القوى الحقوقية الوطنية والدوليّة على سوء أوضاعها وفداحة معاناتها الاجتماعية رغم الخيرات التي تستخرج من باطن أرضها.
ينعقد مؤتمركم بعد مرحلة اتسمت باللامبالاة بأوضاع المساجين رغم أنّ القيادة النقابيّة قد تبنّت قضيّتهم وأقرّت عدالتها وتعهّدت بالعمل على رفع المظلمة ، ولئن كان إطلاق سراح السجناء ليس بيدها فإنّ بأيديكم أيها النقابيون الأحرار وأنتم تساهمون في بلورة مقررات مؤتمركم أن تساهموا في رفع هذه المظلمة ونحن ننتظر منكم أن تكونوا كما عهدناكم في مستوى المسؤولية المناطة بعهدتكم واعلموا أنه " إذا ما أردتم أن تقوموا بعمل ما " لدعم الحق، " فسوف ينتصب ضدكم كلّ الذين أرادوا عمل عكسه والأغلبية الساحقة من الذين لا يريدون فعل أي شىء "
رسالة عدنان الحاجي من السجن
وجه النقابي السجين عدنان الحاجي رسالة مفتوحة إلى المؤتمرين جاء فيها بعد التحية النقابية " أكتب إليكم من سجني باسمي واسم رفاق الحق المسجونين معي بتهمة الوفاق للاستيلاء والإضرار بالأملاك الخاصة والعامة... لقد ناضلنا في مدينتنا الرديف على امتداد أشهر مع أبناء شعبنا بإيمان لا يتزعزع بعدالة قضيتهم وبشرعية المطالب التي رفعوها من أجل الحق في الشغل والحق في التنمية والحق في التعبير عن الاحتجاج أمام الظلم المسلط منذ عقود تجسيدا لمبادئ الإتحاد ولما نص عليه قانونه الأساسي ونظامه الداخلي . تحملت وثلة من رفاقي النقابيين مسؤولياتنا ومارسنا بوعي ووطنية ما يمليه علينا الواجب وما تربينا عليه داخل الإتحاد العام التونسي للشغل من مبادئ الحق والعدالة والمساواة والوطنية ، وكان لنا شرف تأطير هذه الحركة الاجتماعية الاحتجاجية السلمية من داخل مقر الإتحاد المحلي للشغل بالرديف وبتعاون مع كل الهياكل النقابية الصادقة والوفية إلى مبدأ نصرة العمال والانتصار إلى قضاياهم وقضايا أبنائهم. تفاوضنا مع السلط المحلية والجهوية والمركزية وكانت حجتنا هي الأقوى وحصلنا منهم جميعا على إقرارات بعدالة قضية أبناء الرديف وكل الحوض المنجمي...." كما أشاد عدنان الحاجي بالمساندة والتضامن الذي لقيته حركتهم قائلا " لم نكن وحدنا كانت معنا تونس الأعماق ، وقف معنا النقابيون الصادقون فلعب الإتحاد دوره الحقيقي في احتضان أبنائه أبناء العمال فزاد ذلك في عزمنا وقوى عودنا ، نصرنا المجتمع المدني بكل تنوعه وبرع محامونا لا فقط في الدفاع عنا بل أساسا في الدفاع عن حركتنا السلمية وعن شرعية مطالبها العادلة ...فاشتد تماسكنا."
نقابة التعليم الأساسي بالرديف : ضرورة إعادة الإعتبار للنقابيين
النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالرديف والتي يتحمل السجين عدنان الحاجي مسؤولية كتابتها العامة والسجينان طارق حليمي وعثمان بنعثمان عضويتها وجهت بيانا للمشاركين في مؤتمر الإتحاد الجهوي مذكرة بدور النقابيين في تأطير الحركة الإحتجاجية بالقول " ...كان النقابيون المناضلون بقيادة لجنة التفاوض المنبثقة عن الحركة حريصين على تحقيق الأهداف بالطرق السلمية المشروعة حيث مارسوا نشاطهم في وضح النهار وساهموا في عقلنة الأشكال المتنوعة التي اتخذتها الحركة مراوحة بين الاعتصام والتظاهر السلمي والتجمع بدار الإتحاد المحلي للشغل بالرديف والحوار المباشر مع السلطة المحلية والجهوية وحتى المركزية في اتجاه فك التأزم وتحقيق المطالب المشروعة " منكرين على أصحاب القرار سجنهم النقابيين بالقول" ... إننا نقف اليوم أمام المفارقة الصعبة حيث كان الأجدر تكريم النقابيين وتثمين جهودهم لا الزج بهم في السجون والتنكيل بهم وبعائلاتهم ..." مؤكدين على أنه " لم يكن في يوم من الأيام السادة عدنان الحاجي ولا بشير العبيدي ولا الطيب بنعثمان ولا عادل جيار ولا طارق حليمي ولا مظفر عبيدي ولا غانم الشريطي ولا بوبكر بن بوبكر ... من المجرمين ، بل كانوا أنصار الحقوق ، كانوا المدافعين الحقيقيين عن حقهم وحق جهتهم في الحياة الكريمة ، لقد أعطونا الدرس في الصمود والتضحية حتى في محنتهم إنهم أكرم منا جميعا ويستأهلون اليوم أن نقف إلى جانبهم وأن نعيد إليهم اعتبارهم ." وقد ختم البيان بدعوة " قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل إلى التدخل الناجع والفوري من أجل إطلاق سراحهم وإعادة الاعتبار إليهم وإعادة العاملين إلى سالف شغلهم"
عمر قويدر

السجين الطيب بنعثمان مهدد بفقدان البصر
علمت الطريق الجديد من عائلة السجين الطيب بنعثمان المحكوم عليه بـ 06 سنوات سجنا أن الأخير دخل في إضراب جوع منذ يوم السبت 21 فيفري 2009 احتجاجا على المعاملة القاسية التي يلقاها بالسجن المدني بسيدي بوزيد والإهمال الصحي الذي أدّى إلى نقص حاد في نظره حيث أعلم عائلته في آخر زيارة أنه يشكو من آلام حادة بعينه وأنه إن لم يتلق العلاج الضروري ولم يمكن من نظارات طبية قد يفقد البصر نهائيا وهو ما جعل عائلته تطلق صيحة فزع من أجل إنقاذ صحة ابنها ونحن إذ ننقل هذه الصورة المؤلمة لوضعية السجين النقابي الطيب بنعثمان فإننا ننقل طلب عائلته الملح بضرورة توفير الرعاية الصحية وعرضه على طبيب مختص قبل فوات الأوان والعائلة تؤكد على حق ابنها وحق كل السجناء في الرعاية الصحية المكفولة قانونا وتنبه إلى المخاطر التي يمكن أن تنجرّ عن الإهمال الصحي وعن مواصلت الطيب بنعثمان لإضراب الجوع. كما ذكرت لنا العمة مباركة خليفي أن ابنها الثاني عثمان بنعثمان يشكو كذلك من آلام حادة بالظهر وآلام أسفل عضوه التناسلي وقد عبرت لنا عن ألمها وهي ترى ابنيها على هذه الحالة طالبة الرأفة بهما.
عمر قويدر
الطريق الجديد العدد 117 من 28 فيفري إلى 6 مارس 2009

ليست هناك تعليقات: