20‏/01‏/2009

تحركات مساندة لغزة











إضراب عام ناجح في قفصة
شهدت مدينة قفصة اعتداءات همجية على النقابيين ونشطاء المجتمع المدني الذين تجمعوا صبيحة الخميس 01 جانفي 2008 بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بقفصة للتنديد بفظاعات و جرائم الكيان الصهيوني ضد أهالي غزة وقد حاصرتهم قوات الأمن بمختلف فرقها وحالت دون خروجهم في مسيرة رغم إعلام السلطة بها واستيفاء كل الإجراءات القانونية وهو ما أكده السيد عمارة العباسي الكاتب العام للإتحاد الجهوي أمام الحشود الحاضرة مؤكدا حق النقابيين في تسيير مسيرات تضامنية مع الفلسطينيين واعتبر رد السلطة بأن " قفصة حالة خاصة ولا يسمح بتسيير مسيرات فيها " غير مقنع للنقابيين لأنهم حسب قوله قادرين على تأطير أي تحرك مهما كانت ضخامته وقد علمنا من بعض النقابيين المشاركين في التجمع أن قوات من الأمن اقتحمت الإتحاد الجهوي وتجاوزت مدخله واعتدت على النقابيين داخل الإتحاد وخارجه وقد سجلنا إصابة كل من السادة الناصر القطواني الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الأساسي وعمار الزارعي ومنير لطرش حيث نقل اثنان منهم إلى مصحة خاصة بالمدينة لتلقي العلاج . وأمام هذه التطورات التأمت هيئة إدارية أصدرت بيانا شجبت فيه اعتداءات الأمن على النقابيين والمواطنين ورفضت فيه قرار منع المسيرة وقررت الدعوة إلى إضراب جهوي عام يوم الثلاثاء 06 جانفي على أن تبقى الهيئة الإدارية في حالة انعقاد لمتابعة التطورات وهو ما سهّل إلتئامها في مناسبتين أخرتين الأولى يوم الجمعة 02 جانفي برئاسة عضو المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل محمد السحيمي والثانية يوم الأحد 04 جانفي بنفس الرئاسة وبحضور ستة أعضاء من المكتب التنفيذي الوطني وهم السادة منصف الزاهي ورضا بوزريبة وبلقاسم العياري وحسين العباسي وعبيد البريكي والمولدي الجندوبي وأمام تمسك أعضاء الهيئة الإدارية بالإضراب وإمضائهم على عريضة في الغرض قدمت لرئاسة الهيئة الإدارية قبل الشروع في النقاش أقر الإضراب بالإجماع وأصدر بيانا يؤكد ذلك .
ممثلو الأحزاب السياسية يستنكرون
إثر منع جموع النقابيين والنشطاء السياسيين من الخروج في المسيرة والاعتداءات التي تعرضوا لها أصدر كل من حركة التجديد والتكتل من أجل العمل والحريات وحزب العمال الشيوعي والحزب اليساري الإشتراكي بيانا نددوا من خلاله بالهجمة الصهوينية الشرسة على قطاع غزة وبالعنف غير المبرر الذي مورس على النقابيين والنشطاء معبرين عن تمسكهم بحقهم في التظاهر والتعبير عن تضامنهم مع أشقائهم في غزة
إضراب عام ناجح يفرض حق التظاهر
تنفيذا لقرار الإضراب العام الجهوي الصادر عن الهيئة الإدارية الجهوية بقفصة دخل عمال وعاملات الجهة في إضراب طيلة يوم الثلاثاء 06 جانفي وقد كانت الاستجابة لهذا القرار كبيرة في كل أرجاء الولاية ما عدا مدينة الرديف التي سجلت انخفاضا في نسبة المشاركة في هذا الإضراب ـ باستثناء قطاع التعليم الثانوي الذي تجاوزت نسبة المضربين فيه الـ 80 % ـ وقد أرجع بعض ممن اتصلنا بهم ضعف المشاركة إلى الغياب التام لنقابتي المنجم والتي سبق وأن سحبت منهما الثقة وإلى وجود ثلاثة أعضاء من النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالسجن وهو ما أدى إلى عدم تأطير هذه القطاعات المهمة وكذلك إلى حالة الحصار الأمني الشديد على المدينة وهو ما يستوجب حسب محدثنا الانتباه إلى الخلل الموجود في هذه النقابات وإلى قيمة ودور النقابيين الذين هم الآن في السجن ؟ كما احتضن الإتحاد الجهوي للشغل بقفصة صبيحة الثلاثاء تجمعا عماليا كبيرا لم يشهد الإتحاد الجهوي حسب مصدرنا مثيلا له من حيث عدد الحضور الذي لم يسعه المقر وقد تم هذا التجمع بحضور ستة أعضاء من المكتب التنفيذي الوطني وممثلين عن النقابات العامة للتعليم الثانوي والأساسي والصحة والبريد والمالية وتدخل خلاله السيدان عمارة العباسي وعبيد لبريكي ليشيرا إلى دور الإتحاد وحقه في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني وليوجها تحية إلى كل "من أسهم في إنجاح الإضراب الجهوي وأطره وحرص على تنظيمه" وقد انطلقت من مقر الإتحاد الجهوي مسيرة ضخمة فاقت حسب مصادرنا العشرة آلاف متظاهر رغم عدم مشاركة الإطارات النقابية فيها إلتزاما بالبرنامج المختصر على تجمع عمالي وجابت شوارع المدينة ولم يسجل خلال هذه المسيرة أو المسيرات الأخرى التي شهدتها بعض مدن الولاية أي تدخل أمني. هذا وتجدر الإشارة إلى أن الوضع الداخلي لم يغب لا على المسيرة التي رفعت شعارات تربط بين غزة وقفصة مثل " قفصة وغزة رمز العزة" و " القضية لا تتجزأ من الرديف حتى إلى غزة " ولا على التجمع العمالي الذي ترجم هذا الترابط في بيان المكتب التنفيذي الجهوي الذي جاء فيه "أن الاتحاد الجهوي على استعداد دائم للمساهمة في حوار تعالج فيه قضايا التنمية من أجل فض المسائل العالقة وفي صدارتها ملف التشغيل باعتباره الركيزة الأساسية لكل تطور اقتصادي واجتماعي في إطار مناخ عام تميزه الحريات العامة والفردية وحق التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان بعيدا عن الحلول الأمنية التي طالما نبهت منظمتنا لخطورتها ولتداعياتها والتي ما لم تعالج بعمق مرشحة لتطورات يعسر تطويقها. ويدعو في هذا الإطار إلى إطلاق سراح كافة المساجين بالحوض المنجمي من أجل التأسيس لانفتاح أضحى مطلب الجميع جهويا ووطنيا"
من جهة أخرى علمت الطريق الجديد أن مسيرة حاشدة تجاوزت ألفي متظاهر انطلقت من الإتحاد المحلي للشغل بأم العرائس وجابت شوارع المدينة منددة بالعدوان الغاشم على غزة وبالاعتداءات الهمجية على النقابيين والنشطاء دون أن يقع التعرض لها من طرف الأمن
توزر : النقابيون يفرضون التحرك بمعزل عن التجمع الدستوري الديمقراطي
بدعوة من الاتحاد الجهوي للشغل بتوزر انتظم تجمع عمّالي حاشد بدار الاتحاد الجهوي للشغل بتوزر عصر السبت 03/01/2009 تداعت له جموع العمّال من مختلف معتمديات الجهة ، وحال وصولهم فوجئوا بتجمّع مقابل لمنتسبي الحزب الحاكم بلجنة تنسيق التجمّع حدّد في نفس توقيت مسيرة الاتحاد وبالتنسيق مع بعض أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي ؟؟فرفض النقابيون المشاركة إلى جانب هذه المسيرة احتجاجا على سلوك السلطة القمعي تجاه المتضامنين النقابيين في مسيرات تونس وصفاقس وقفصة وسيدي بوزيد منددين بتعنيف النقابيين والاعتداء على حقّهم في التعبير والتفاعل مع قضايا أمّتهم التي كان الاتحاد ولا يزال من أبرز المدافعين عنها .وبعد انطلاق مسيرة التجمع رفع النقابيون أصواتهم بالنشيد الوطني وبشعارات تؤكّد استقلالية الاتحاد وأخرى تتضامن مع غزّة وتؤكّد وحدة المصير مع أهلها الصّامدين ثمّ ساروا في مسيرة مستقلّة رفعت فيها الأعلام الفلسطينية وصور ضحايا العدوان الهمجي الصهيوني حيث رفعت عدّة شعارات من قبيل :
تحيا غزّة...رمز العزّة
بالروح بالدم نفديك يا فلسطين
يا عمّال المدّ المدّ...ضدّ الخائن و المرتدّ
وطن عربيّ واحد...شعب عربي واحد...حلم عربي واحد...جرح عربيّ واحد
لا مصالح أمريكية ....على الأراضي التونسية
جرح واحد لا جرحين ...من الرديف إلى فلسطين
وجابت المسيرة أهمّ شوارع مدينة توزر في ظلّ تواجد أمني مكثّف رافق المتظاهرين وحدّد مسارهم بوضع حواجز في نقاط محدّدة من وسط المدينة
وقد اصطف المواطنون على المقاهي والأرصفة وشرفات المنازل وعلى وجوههم علامات الرفض لما يحصل للأشقاء في غزّة دون التمكن من الانضمام إلى المسيرة المطوقة أمنيا رغم نداءات المتظاهرين " يا مواطن يا ضحيّة ...أخرج عبّر على القضيّة" ، وحال العودة إلى دار الاتحاد الجهوي دخل المتظاهرون القاعة الكبرى مواصلين هتافاتهم واختتم التجمّع بتلاوة البيان الصادر عن المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي حول العدوان الصهيوني على غزّة ودعي الحاضرون بالمناسبة إلى الإمضاء على عريضة وطنيّة تطالب بإطلاق سراح سجناء الحوض المنجمي فأقبلت أعداد غفيرة من الحاضرين على إمضائها .
نفطة : اسبوع التضامن مع غزة
شهد الإتحاد المحلي للشغل بنفطة طيلة الأسبوع تحركات وأنشطة ساهم فيها نقابيو المدينة وطلبتها الذين منعوا في مناسبتين من الخروج في مسيرة تضامنية مع أهالي غزة الأولى يوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2008 والثانية اثر التجمع العمالي يوم السبت 03 جانفي 2009 حيث وقع التنديد بالعدوان الصهيوني على غزة والمجازر المرتكبة في حق أهلها وبالقمع المسلط على تحركات النقابيين ومكونات المجتمع المدني وكالعادة كانت قوات الشرطة بالمرصاد إذ حاصرت مقر الإتحاد المحلي وحالت دون الخروج إلى الشارع هذا وقد توج التجمع باجتماع حاشد تداول خلاله على الكلمة إضافة إلى ممثل للطلبة وحركة التجديد أعضاء ممثلين لمختلف مكونات المجتمع المدني بالمدينة وذلك قبل أن ينتقل الجميع مساء إلى مدينة توزر للمشاركة في المسيرة الجهوية.
عمر قويدر
الطريق الجديد العدد 110 من 10 إلى 16 جانفي 2009

ليست هناك تعليقات: