27‏/02‏/2009

بيان النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالرديف الموجه لمؤتمر الإتحاد الجهوي

بيان نقابة التعليم الأساسي بالرديف
نحن أعضاء نقابة التعليم الأساسي بالرديف المجتمعون اليوم 22 فيفري 2009 نتوجه بالرسالة التالية إلى نواب وضيوف مؤتمر الإتحاد الجهوي للشغل بقفصة المنعقد بتاريخ 25 فيفري 2009 . إنه لا يخفى على أحد أهمية وعمق وتأثير الأحداث التي جدت بمنطقة الحوض المنجمي منذ 05 جانفي 2008 وبخاصة بمدينة الرديف حيث انخرط فيها النقابيون لحظة اندلاعها يقودهم في ذلك حسهم النضالي والتزامهم بقضايا شعبهم ، فكان انخراطهم فيها واعيا من جهة تأطيرها وتوجيهها الوجهة الصحيحة حتى تحقق أهداف البطالين في الحصول على شغل كريم يحفظ كرامتهم وتؤمن لأهالي المنطقة حقهم في تنمية متوازنة وعدالة اجتماعية حقيقية ، فكانت كل الأشكال التي اتخذتها الحركة الاحتجاجية بالرديف والتي ساهم فيها وأطرها النقابيون الصادقون منذ بداية التحركات ترقى إلى مستوى المسؤولية النقابية ولم تخرج عن دائرة الفعل النقابي الواعي بعيدا عن كل الانحرافات والفوضى التي كان يراهن عليها أعداء الحركة وأعداء الشعب.
وبقدر ما كان النقابيون المناضلون بقيادة لجنة التفاوض المنبثقة عن الحركة حريصين على تحقيق الأهداف بالطرق السلمية المشروعة حيث مارسوا نشاطهم في وضح النهار وساهموا في عقلنة الأشكال المتنوعة التي اتخذتها الحركة مراوحة بين الاعتصام والتظاهر السلمي والتجمع بدار الإتحاد المحلي للشغل بالرديف والحوار المباشر مع السلطة المحلية والجهوية وحتى المركزية في اتجاه فك التأزم وتحقيق المطالب المشروعة ، فإن السلطة آثرت الحل الأمني للإجهاض على الحركة ، تجلى ذلك في أرقى مظاهره خلال شهر جوان بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين فكان نصيب أهالي الرديف 03 شهداء ومجموعة من المجروحين بعضهم يعاني الآن من مخلفات الإصابة والزج بقيادة الحركة وبعض النشطين في السجن بعد إهانتهم وتعذيبهم والتنكيل بهم.
أيها النواب ، أيها الضيوف ، أيها المشاركون : إننا إذ نؤكد على الطابع السلمي والمسؤول للحركة الاحتجاجية بالرديف والانخراط المتبصر للمناضلين النقابيين فيها ، فإننا نقف اليوم أمام المفارقة الصعبة حيث كان الأجدر تكريم النقابيين وتثمين جهودهم لا الزج بهم في السجون والتنكيل بهم وبعائلاتهم. لقد اختاروا الانتصار لقضايا شعبهم ومبادئ الإتحاد العام التونسي للشغل وكانوا أوفياء لفكر أحمد التليلي النقابي المناضل الذي كان أول من نادى بالتوزيع العادل للثروة في مؤتمر الإتحاد العام سنة 1960 . لقد كانوا ورثة حقيقيين لفكر حشاد والمحامي تقودهم في ذلك مصلحة الوطن والمبادئ السامية للحركة النقابية المناضلة.
أيها النواب ، أيها الضيوف :
لم يكن في يوم من الأيام السادة عدنان الحاجي ولا بشير العبيدي ولا الطيب بنعثمان ولا عادل جيار ولا طارق حليمي ولا مظفر عبيدي ولا غانم الشريطي ولا بوبكر بن بوبكر ... من المجرمين ، بل كانوا أنصار الحقوق ، كانوا المدافعين الحقيقيين عن حقهم وحق جهتهم في الحياة الكريمة ، لقد أعطونا الدرس في الصمود والتضحية حتى في محنتهم إنهم أكرم منا جميعا ويستأهلون اليوم أن نقف إلى جانبهم وأن نعيد إليهم اعتبارهم .
وعليه ، فنحن أعضاء النقابة الأساسية للتعليم الأساسي ، إذ نحيي فيهم نخوتهم وعزتهم وصمودهم
فإننا :
ـ نحيي كذلك وقوف أحرار البلاد إلى جانبهم من نقابيين ومحامين وسياسيين ورابطيين.
ـ نكبر التضحيات الجسام التي تقدم عليها يوميا عائلاتهم الصامدة.
ـ ندعو قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل إلى التدخل الناجع والفوري من أجل إطلاق سراحهم وإعادة الاعتبار إليهم وإعادة العاملين إلى سالف شغلهم.
ولا بد للقيد أن ينكسر
عن نقابة التعليم الأساسي بالرديف
رضا عميدي

ليست هناك تعليقات: