19‏/06‏/2009

حديث خاص مع زوجة السجين الطيب بنعثمان

زوجة السجين الطيب بنعثمان:
الدوائر الرسمية وقعت مغالطتها

للوقوف على حقيقة أوضاع أسر مساجين الحوض المنجمي وما تكابده من مشاق السفر والمعاناة وتكبدهم لمصاريف التنقل و"القفة" خاصة بعدما وقع إبعاد جل المساجين وتشتيتهم بين سجون قفصة والقصرين وسيدي بوزيد وصفاقس وقابس وتونس ورجيم معتوق ومدنين، كان لنا لقاء مع السيدة خامسة خليفي التي فقدت عائلها الوحيد زوجها الطيب بنعثمان عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي وأحد رموز مؤطري الحركة الإحتجاجية الإجتماعية بالرديف والذي يقبع بالسجن المدني بسيدي بوزيد.
س : السيدة الخامسة ، هل تذكرين لنا ظروف اعتقال زوجك ؟
ج : أشكركم جزيل الشكر لهذا الاهتمام وأذكركم أنه مع كل اتصال بي من أي طرف أشعر أن أبواب الفرج قريبة. أهنئكم على دوركم وموقفكم الداعم لسجناء الحوض المنجمي وإجابة عن سؤالكم أعلمكم أن زوجي لم يقع اعتقاله فقد سلم نفسه ، فمن داخل بيته هذا اتصل بمسؤولين من الأمن الذين حلوا بالمنزل واصطحبوه وكان ذلك رغبة منه في إيقاف سلسلة المداهمات التي روعتنا وأدت إحداها إلى إصابة ابني بحروق بليغة نتيجة لحالة الرعب التي ترافقت مع مداهمة رجال الأمن لمنزلنا . كذلك قام بتسليم نفسه لإيمانه بأن لا شيء يستدعي الخوف والتخفي. أعلمكم أن محاضر البحث أتت مخالفة لهذه الحقائق فقد ذكر فيها أنه ألقي عليه القبض على الحدود التونسية الجزائرية ، وبهذه المناسبة أتساءل لصالح من تغالط العدالة بهذه الصفة ولصالح من تلفق لزوجي ورفاقه تلك التهم.
س : حدثينا عن زوجك وعن حالته عند زيارتك له.
ج : أنا مدينة له، فقد كان مثالا للتضحية في اهتمامه بأسرته وعمله ونشاطه النقابي وهو في ذلك لا يدخر جهده ولا وقته. أما عن الظروف داخل السجن فمعنوياته مرتفعة جدا بالرغم من المضايقات والاستفزازات التي يتعرض لها حيث منع في المدة الأخيرة من تسلم مطبوعات خاصة بمواصلة دراسته يضيقون عليه داخل السجن بمنع المساجين من الحديث إليه ويعاملونه معاملة لا تليق بمثله. على كل ستظهر براءته وسيندم كل من رضي له بمثل تلك المعاملة.
س : في ظل غياب زوجك وعائلك الوحيد لو تحدثينا عن وضعك المادي.
ج : هنا في الرديف لنا وضعنا الخاص فكل الناس يمدون المساعدة لبعضهم وزملاؤه يلحون في تقديم مثل تلك المساعدات ، عائلة زوجي رغم احتياجاتها تقوم بدور عظيم في رعايتي وابني والوقوف إلى جانب زوجي في محنته هذه . زوجي يرفض زيارتي له حتى لا أتكبد مشاق السفر وبهذه المناسبة أعلمكم أني توجهت بالعديد من المطالب قصد نقله إلى قفصة وإلى حد الآن لم أتلق الرد
س : بادرتم في المدة الأخيرة باعتصام هل من توضيح
ج : نحن مؤمنات ببراءة أزواجنا وأبنائنا مؤمنات بوطنيتهم لكن الدوائر الرسمية والقضاء استندوا إلى تقارير مغلوطة ، ونحن نسعى لرفع الالتباس لأنه من العار أن يتهم خيرة مثقفي مدينتنا ممن تلقت على أيديهم الكثير من الأجيال مناهل العلم والمعرفة بتكوين عصابة . هؤلاء هم أعضاء في النقابات الأساسية والإتحاد المحلي للشغل بالرديف .
س : كيف سيتم ذلك ؟
ج : الأمور بسيطة نحن في دولة القانون والمؤسسات لذا يجب الرجوع إلى حقيقة الأمور ومعالجتها بالطريقة الطبيعية فالحلول الأمنية أزمت هذه الحالة وزادت من توتير الوضع أنتم الآن تلاحظون النتائج فالمشهد في المدينة على غير وضعه الطبيعي فأغلب شباب المدينة غادروها هربا من مثل هذه الحلول وآخرون يقبعون داخل السجون ، فالمواطن البسيط أصيب في الصميم بعد أن تعرضت ممتلكاته للسرقة والتخريب مما جعله يرد الفعل بشكل عفوي وطبيعي . يجب معاقبة اللصوص الذين وتروا الوضع لتعود للمواطن طمأنينته وتأخذ العدالة مجراها الحقيقي فالدوائر الرسمية وأعلى هرم السلطة وقعت مغالطتها بطريقة أو بأخرى حتى لا يحاسب من له ضلع في تلك الجرائم التي غيرت الصورة في المدينة. إنها شبه مؤامرة مست بلادنا وشعبنا.
س : هل من بوادر توحي بإطلاق سراحه ؟
ج : أنا متفائلة فعمل المحامين كان جليلا ، المنظمات والهيئات لم تبخل بالوقوف إلى جانب زوجي ورفاقه إيمانا منهم ببراءتهم وطالبوا بإطلاق سراحهم كذلك فعلت الكثير من مكونات المجتمع المدني
س : ماذا عن القضاء خاصة في طوره التعقيبي
ج : كل من تابع ظروف المحاكمة في طورها الإبتدائي والإستئنافي لاحظ إجراءات لم نتعودها وبظهور الأحكام لاقت تلك الأحكام الرفض من الوسط الشعبي ومن كل من تابع سير المحاكمات أما عن المحاكمة في طورها التعقيبي لا أظن أنها ستأتي بالجديد . غير أن عدم اعتماد محكمة التعقيب على محاضر البحث الممضاة تحت التعذيب واعتمادها لبحث مستقل ونزيه تقوده مصلحة الوطن والعودة إلى شهادات كل أهالي مدينة الرديف صغارها وكبارها وربما العودة كذلك ولو بصفة استثنائية إلى تقارير وزارة الدفاع بذلك فقط سنرى الفرج وإطلاق سراح كل المتهمين
س : السيدة الخامسة كلمة أخيرة
ج : أنا ممتنة لكل الحقوقيين والذين لم يبخلوا بوقوفهم وبجهدهم إلى جانب كل المتهمين وأدعو الإتحاد العام التونسي للشغل ليقوم بدور أكبر ليس فقط لإطلاق سراح المساجين بل لإنارة هرم السلطة إلى الكثير من الملابسات التي حفت بالأحداث التي وقعت بالمدينة والتي مازالت إلى حد الآن مخفية على الرأي العام . وبصورة مبالغ فيها لو قمنا باستفتاء شعبي لإطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي لأطلق سراحهم فورا ولوقعت تحية هؤلاء السجناء تحية.
عمر قويدر

الطريق الجديد العدد 131 من 6 إلى 12 جوان 2009

ليست هناك تعليقات: